دعا المرشد الأعلى للثورة الإسلامیة آیة الله السید علی خامنة ای، یوم الإثنین، الهیئات التنفیذیة إلى دعم القطاع الخاص، قائلاً إن جعل کل الشؤون حکومیة فی السنوات الأولى للثورة الإسلامیة [1979] کان خطأً کبیراً.
جاءت تصریحات الأخ القائد أمام حشد من المصنعین ورجال الأعمال المحلیین. لن تدار البلاد بدون نشاط الشرکات الخاصة وهذه الشرکات لن تظهر بدون دعم الحکومة أیضا، أو إذا نجحت، فلن تنجح.
أکد آیة الله خامنةای على الحاجة إلى نمو اقتصادی سریع ومستمر على مدى 10 سنوات على الأقل لتعویض التخلف الماضی. قال فی اجتماع مع مجموعة من الشرکات المصنعة: "هذا هو السبب فی أننا أعطینا الأولویة للنمو الاقتصادی فی خطة التنمیة السابعة ... حیث حددنا هدف متوسط قدره 8٪، والذی إذا تحقق، سینتج عنه تقدم جید فی السنوات الخمس المقبلة". رجال الأعمال والشرکات القائمة على المعرفة یوم الاثنین، حسبما أفاد موقع Leader.ir.
أوضح الأسباب الرئیسیة لهذه الحاجة الملحة، وأشار إلى المشاکل المعیشیة الواضحة للناس والصعوبات المالیة للعائلات الإیرانیة. قال إن التخفیف من حدة الفقر ومعالجة مشاکل معیشة الناس وضمان رفاهیتهم لن یکون ممکنا بدون النمو الاقتصادی.
هذا النمو ضروری أیضًا من أجل تعزیز مکانة البلاد فی اقتصاد المنطقة والعالم، وفقًا للزعیم. قال إن خلق فرص عمل لملایین الخریجین هدف مهم آخر یتطلب نموًا اقتصادیًا سریعًا ومستمرًا.
إنه لشرف کبیر أن یکون لدینا خبراء شباب متعلمون، لکن البطالة لدیهم مصدر خزی. علاوة على ذلک، تحتاج البلاد إلى النمو اقتصادیًا نظرًا لآفاقها الدیموغرافیة غیر الواضحة، وفقًا لآیة الله خامنةای.
قال إن حجم السکان الشباب فی البلاد موات الآن، ولکن مع الاتجاه الحالی للولادة، فإن المستقبل الدیموغرافی غامض. نحن بحاجة إلى جعل البلاد غنیة بالنمو السریع والمطرد، لأننا لن نکون قادرین على ذلک عندما لا یکون هناک عدد کافٍ من الشباب.
متطلبات النمو
أدرج آیة الله خامنةای لاحقًا متطلبات النمو الاقتصادی، والتی تشمل جزئیًا السلطات ورجال الأعمال والجمهور. أشار إلى ضرورة زیادة الاستثمار من أجل الإنتاج وزیادة الإنتاجیة فی جمیع القطاعات.
أضاف القائد أن المنظمات التنفیذیة والحکومیة تحتاج أیضًا إلى خطط إستراتیجیة طویلة الأجل وتجنب الروتینیة. التطور العلمی والتکنولوجی هو مطلب مهم آخر، والذی لفت القائد انتباه المراکز الأکادیمیة والبحثیة.
یجب على العلماء الشباب عبور الخطوط الأمامیة للعلوم العالمیة، شدد آیة الله خامنةای على أهمیة تعزیز التنافسیة فی تقدیم السلع والخدمات من خلال رفع جودتها وخفض أسعارها.
یجب تحسین بیئة الأعمال حتى یتمکن الناس من التصنیع والتجارة بسهولة، وفقًا للقائد. أکد أن القرارات المتناقضة والتغییرات المتکررة فی القواعد واللوائح تشکل عقبات أمام تحسین بیئة الأعمال، داعیاً إلى التصحیح السریع لهذا الخلل.
أضاف أنه بینما یعد التدخل القانونی فی حالات الانتهاک أمرًا ضروریًا، فإن التدخل الشخصی للمنظمات الإشرافیة وغیرها من المنظمات دون أسس قانونیة یمکن أن یحبط النشاط التجاری. وکان تمویل أنشطة القطاع الخاص ضرورة أخرى أشار القائد.
قال إن صندوق التنمیة الوطنی تأسس فی الأصل لهذا الغرض، لکنه کان دائما لمساعدة الحکومات کلما واجهت تحدیات اقتصادیة. هذا لدیه مشاکل سواء من الناحیة الفنیة أو من حیث النتائج.
سلط آیة الله خامنةای فی وقت لاحق الضوء على الانضباط المالی فی إعداد میزانیة الدولة باعتباره حاجة أخرى للنمو الاقتصادی. قال "المیزانیة بها مشاکل هیکلیة وعجز المیزانیة من أکثر القضایا إشکالیة بالنسبة لاقتصاد البلاد"، ونصح بعدم التعهد بالتزامات مالیة فی غیاب مصادر دخل موثوقة.
أخیرًا قدم القائد بعض النصائح لرجال الأعمال. وقال إنه بینما تعد المنافسة الإیجابیة قوة دافعة، تحتاج الشرکات إلى التعاون فی المشاریع واسعة النطاق.
قال إنه یتعین على مؤسسات الدولة والشرکات الکبرى دعم الشرکات الصغیرة والمتوسطة الحجم التی لها دور مهم فی خلق فرص العمل والقیمة المضافة. خلص آیة الله خامنةای إلى أن تعاونیات التصنیع من بین المنصات الرئیسیة للمساعدة فی خلق فرص العمل وتعزیز العدالة الاقتصادیة.