تراجعت أسعار النفط بنحو 5 فی المائة إلى أدنى مستوى لها فی ثمانیة أشهر یوم الجمعة حیث وصل الدولار الأمریکی إلى أقوى مستوى له منذ أکثر من عقدین وسط مخاوف من أن یؤدی ارتفاع أسعار الفائدة إلى دفع الاقتصادات الکبرى إلى الرکود، مما یقلل الطلب على النفط.
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 4.31 دولار أو 4.8 فی المائة لتبلغ عند التسویة 86.15 دولار للبرمیل، منخفضة بنحو 6 فی المائة خلال الأسبوع. هبط خام غرب تکساس الوسیط الأمریکی 4.75 دولار أو 5.7 فی المائة لیستقر عند 78.74 دولاراً، منخفضاً بنحو 7 فی المائة خلال الأسبوع. کان هذا هو الأسبوع الرابع على التوالی من الانخفاض لکلا المؤشرین، وهی المرة الأولى التی یحدث فیها هذا منذ دیسمبر. کان کلاهما فی منطقة ذروة البیع من الناحیة الفنیة، حیث یتجه خام غرب تکساس الوسیط نحو أدنى تسویة له منذ 10 ینایر، وخام برنت لأدنى مستوى منذ 14 ینایر.
کما تراجعت العقود الآجلة للبنزین والدیزل فی الولایات المتحدة بأکثر من 5 فی المائة. رفع مجلس الاحتیاطی الفیدرالی الأمریکی أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس یوم الأربعاء. حذت البنوک المرکزیة فی جمیع أنحاء العالم حذوها مع زیاداتها الخاصة، مما زاد من مخاطر التباطؤ الاقتصادی. خزانات النفط فی الوقت الذی وصلت فیه مخاوف النمو العالمی إلى حالة من الذعر فی ضوء مجموعة من التزامات البنک المرکزی لمکافحة التضخم. یبدو أن البنوک المرکزیة مستعدة للبقاء عدوانیة مع رفع أسعار الفائدة وهذا سیضعف النشاط الاقتصادی وتوقعات الطلب على النفط الخام على المدى القصیر. قال إدوارد مویا، کبیر محللی السوق فی شرکة البیانات والتحلیلات OANDA.
کان الدولار الأمریکی فی طریقه لإغلاق أعلى مستوى له مقابل سلة من العملات الأخرى منذ مایو 2002. یقلل الدولار القوی الطلب على النفط من خلال جعل الوقود أکثر تکلفة بالنسبة للمشترین الذین یستخدمون عملات أخرى. وقال جون کیلدوف، الشریک فی شرکة أجین کابیتال فی نیویورک: کان الدولار ینفجر للأعلى ودفع السلع المقومة بالدولار مثل النفط إلى الأسفل، وتتزاید المخاوف من الرکود العالمی الذی یلوح فی الأفق مع قیام البنوک المرکزیة برفع أسعار الفائدة.
أظهر مسح أن التباطؤ فی النشاط التجاری فی منطقة الیورو قد تعمق فی سبتمبر، مما یشیر إلى أن الرکود یلوح فی الأفق مع کبح المستهلکین للإنفاق ومع حث الحکومات على الحفاظ على الطاقة فی أعقاب تحرکات روسیا لقطع الإمدادات الأوروبیة. تراجعت المؤشرات الرئیسیة فی وول ستریت بأکثر من 2 فی المائة یوم الجمعة حیث یخشى المستثمرون أن إجراءات السیاسة المتشددة لمجلس الاحتیاطی الفیدرالی الأمریکی لقمع التضخم قد تؤدی إلى رکود وتضعف أرباح الشرکات. وصل مؤشر الدولار <.DXY> إلى أعلى مستویاته منذ أکثر من عقدین، مما ضغط على أسعار النفط.