تقول مجموعة ویتول، تاجر الخام العالمی، إن الولایات المتحدة قد تسمح بدخول المزید من النفط الخاضع للعقوبات من إیران إلى الأسواق العالمیة حتى دون التوصل إلى اتفاق بشأن إحیاء اتفاق 2015، وسط ضغوط متزایدة لخفض أسعار الغاز فی أمریکا.
توقفت الجولة الأخیرة من المحادثات بین إیران والموقعین المتبقین على الاتفاق الإیرانی لعام 2015 بسبب رفض واشنطن الانضمام إلى الاتفاق، حیث أصبح تجار النفط متشائمین بشکل متزاید بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق. یتعین على الرئیس الأمریکی جو بایدن الآن أن یقرر ما إذا کان سیخفض أسعار الضخ القیاسیة المرتفعة فی أمریکا قبل انتخابات التجدید النصفی لشهر نوفمبر أو أن یفرض بصرامة عقوبات على النفط الإیرانی.
یعتقد مایک مولر، رئیس قسم آسیا فی مجموعة فیتول، أن "العم سام قد یسمح فقط بتدفق القلیل من هذا النفط". قال مولر یوم الأحد: "إذا هیمنت الحاجة إلى خفض أسعار الغاز فی أمریکا على فترات منتصف المدة، فإن غض الطرف إلى حد ما عن تدفق البرامیل الخاضعة للعقوبات هو أمر قد تتوقع رؤیته".
تم التخلی عن الصفقة الإیرانیة، التی یطلق علیها رسمیًا خطة العمل الشاملة المشترکة (JCPOA)، من قبل الرئیس الأمریکی السابق دونالد ترامب فی مایو 2018. وقالت إدارة بایدن إنها مستعدة للتراجع عن أخطاء ترامب والعودة إلى الاتفاق التاریخی، لکنها احتفظت بها، العقوبات کوسیلة ضغط.
تصر طهران على أنه یجب أولاً رفع جمیع العقوبات بطریقة یمکن التحقق منها قبل أن تتراجع الجمهوریة الإسلامیة عن إجراءاتها العلاجیة. منذ أبریل من العام الماضی، انخرطت إیران وباقی الموقعین على الاتفاق التاریخی فی محادثات مطولة فی العاصمة النمساویة لإنقاذ الاتفاق والسعی إلى التراجع عن حملة الضغط القصوى التی شنها ترامب ضد الجمهوریة الإسلامیة.
على الرغم من تعلیق المحادثات، ذکرت بلومبرج أن تجار النفط یتزایدون تشاؤمهم من أن المفاوضین سوف یبرمون صفقة. وفقًا لمحللی الطاقة، فإن الصفقة الجدیدة ستؤدی إلى وصول ما بین 500 ألف إلى ملیون برمیل یومیًا إلى الأسواق الدولیة، وهو ما یکفی للتأثیر على الأسعار. وأضاف التقریر أن إیران لدیها أیضًا ما یقرب من 100 ملیون برمیل من النفط مخزنة یمکن بیعها بسرعة.
ارتفعت أسعار النفط الخام بما یزید عن 50٪ هذا العام إلى ما یقرب من 120 دولارًا للبرمیل، یرجع ذلک فی الغالب إلى تداعیات العملیة العسکریة الروسیة فی أوکرانیا. بدأت روسیا العملیة العسکریة فی أواخر فبرایر، بعد فشل الولایات المتحدة وحلف شمال الأطلسی فی معالجة مخاوفها الأمنیة بشأن أوکرانیا.