مؤشر مدیری المشتریات فی إیران یدخل منطقة النمو بعد خمسة أشهر من الانکماش

أصدرت غرفة التجارة والصناعة والمناجم والزراعة الإیرانیة (ICCIMA) بیانات مؤشر مدیری المشتریات الجدیدة للبلاد للشهر المالی أردیبهشت (21 أبریل - 21 مایو 2025) والتی أظهرت نموًا ضئیلًا بعد تباطؤ طویل الأمد.

بلغ مؤشر مدیری المشتریات (PMI) المعدل موسمیًا 50.3 نقطة، وهو أعلى بقلیل من مستوى 50 الذی یفصل بین النمو والانکماش. وتشیر هذه الزیادة الطفیفة إلى أنه على الرغم من توقف انکماش النشاط التجاری، إلا أن التعافی لا یزال بطیئًا، حیث لا یزال ضعف الطلب الأساسی والتحدیات الهیکلیة المستمرة تُلقی بظلالها على المعنویات.

التعدیل الموسمی، أو إزالة الموسمیة، هو أسلوب إحصائی یُستخدم لإزالة العنصر الموسمی من سلسلة زمنیة، مما یسمح بتحلیل مستقل للاتجاهات والانحرافات الدوریة. بعد إعداد عشرات من تقاریر مؤشر مدیری المشتریات (PMI)، حدد مرکز أبحاث غرفة التجارة والصناعة والمناجم والزراعة الإیرانیة الآن المکونات الموسمیة لهذه السلاسل الزمنیة، وأعطى الأولویة للتعدیل الموسمی فی تقاریره الشهریة لمؤشر مدیری المشتریات. على الرغم من التوقعات العالیة بتحسن الأوضاع الاقتصادیة هذا الشهر، إلا أن انقطاع التیار الکهربائی المتکرر شکّل عائقًا رئیسیًا أمام الإنتاج، مما أدى إلى تعطیل العملیات بشکل کبیر فی قطاعات متعددة.

علاوةً على ذلک، زاد نقص المواد الخام، وارتفاع تکالیف الإنتاج، وتراجع القدرة الشرائیة للمستهلکین، وضیق السیولة، من الضغوط على المصنّعین. وقد أدت هذه التحدیات، بالإضافة إلى القیود المتعلقة بالعملة، إلى انخفاض أحجام الإنتاج، وانخفاض الطلبات الجدیدة، وتقیید القدرة التصدیریة. یُعلن مرکز الإحصاء والتحلیل الاقتصادی التابع لغرفة التجارة والصناعة والمناجم والزراعة الإیرانیة، الجهة الراعیة والمنسقة للدراسة، عن بیانات مؤشر مدیری المشتریات للاقتصاد ککل فی تقریر شهری.

مؤشر مدیری المشتریات الرئیسی هو رقم یتراوح بین 0 و100، حیث یشیر تجاوزه 50 إلى توسع الاقتصاد مقارنةً بالشهر السابق. أما قراءة أقل من 50 فتشیر إلى انکماش، بینما تشیر قراءة 50 إلى عدم حدوث أی تغییر. مؤشر مدیری المشتریات هو مؤشر للاتجاه السائد للاتجاهات الاقتصادیة، ویهدف إلى توفیر معلومات حول ظروف العمل لمدیری الشرکات والمحللین ومدیری المشتریات.

ظلّ المؤشر العام تحت الضغط هذا الشهر، ویعزى ذلک أساسًا إلى انخفاض أربعة من أصل خمسة مؤشرات فرعیة رئیسیة. وسجلت أنشطة الأعمال، والطلبات الجدیدة، ومواعید تسلیم الموردین، ومخزون المواد الخام، انکماشًا، مما یشیر إلى ضعف مستمر على مدار دورة الإنتاج.

انخفض المؤشر الفرعی لـ"أنشطة الأعمال" إلى 48.1 نقطة، مقارنةً بالشهر السابق، مما یُبرز انخفاضًا ملحوظًا فی تقدیم السلع والخدمات. وأشار المشارکون إلى انقطاعات الکهرباء المتکررة کعامل رئیسی یُعیق سیر العمل الإنتاجی. إضافةً إلى ذلک، لم یقتصر تأثیر تقلبات أسعار الصرف على ارتفاع تکلفة المدخلات المستوردة فحسب، بل أدى أیضًا إلى تعقید استراتیجیات التسعیر، مما ترک الشرکات فی حالة من عدم الیقین بشأن التخطیط المستقبلی وتوقعات المبیعات.

فی غضون ذلک، انخفض المؤشر الفرعی "للطلبات الجدیدة" للشهر السادس على التوالی، على الرغم من تباطؤ وتیرة الانکماش بشکل طفیف مقارنةً بالشهر السابق. ویُعزى هذا الضعف المستمر بشکل کبیر إلى انخفاض القدرة الشرائیة للمستهلکین، مدفوعًا بارتفاع التضخم وارتفاع تکالیف المعیشة. کما انخفض المؤشر الفرعی "لمواعید تسلیم الموردین" بشکل ملحوظ، لیصل إلى 48.3 نقطة، مقارنةً بـ 52.9 نقطة فی الشهر السابق.

انخفضت أیضًا مستویات مخزون المواد الخام خلال الشهر. وأشارت الشرکات إلى محدودیة الوصول إلى الخدمات المصرفیة وارتفاع أسعار الفائدة کعائقین رئیسیین أمام تمویل احتیاجاتها من المشتریات. ومما زاد الطین بلة، أن عدم استقرار العملة وارتفاع التضخم أدى إلى زیادة تکلفة المواد الخام المحلیة والمستوردة، مما أضعف قدرة الشرکات على الحفاظ على مستویات کافیة من المخزون.