وصل الرئیس الإیرانی مسعود بزشکیان إلى القاهرة لحضور قمة منظمة الدول الثمانی النامیة للتعاون الاقتصادی، فی أول زیارة یقوم بها زعیم إیرانی إلى مصر منذ أکثر من عقد من الزمان.
أکد الرئیس الإیرانی بزشکیان على أهمیة التعاون الاقتصادی ودعم الشرکات الصغیرة والمتوسطة الحجم قبل مغادرته إلى العاصمة المصریة. قال بزشکیان: "إن هذه القمة حیویة لتعزیز العلاقات السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة والاجتماعیة بین الدول الإسلامیة. کلما تعمقنا فی علاقاتنا مع الدول الإسلامیة وعززناها وفعّلناها، کلما أصبحنا أکثر قدرة على مواجهة المؤامرات ضد أمتنا وغیرها من الدول فی المنطقة".
ترکز قمة مجموعة الثمانی، التی تضم إیران وترکیا وباکستان وبنغلادش وإندونیسیا ومالیزیا ومصر ونیجیریا، على تعزیز قدرات الشباب وتمکین الشرکات الصغیرة والمتوسطة الحجم - وهی المحرک الرئیسی للنمو الاقتصادی فی الدول الأعضاء. أکد بیزیشکیان على إمکانات الشرکات الصغیرة والمتوسطة الحجم کمحرکات للابتکار وخلق فرص العمل، داعیاً إلى اتباع نهج موحد بین الدول الإسلامیة لتعزیز التنمیة المستدامة. قال: "إن دعم الشرکات الصغیرة والمتوسطة الحجم لیس مجرد مبادرة اقتصادیة بل هو وسیلة لتعزیز مرونة اقتصاداتنا وتحسین نوعیة الحیاة لشعوبنا".
تأتی هذه الزیارة فی الوقت الذی تشیر فیه إیران ومصر إلى إمکانیة تحسن العلاقات بینهما التی توترت تاریخیا. وسلط بزشکیان الضوء على اجتماع مثمر مع الرئیس المصری عبد الفتاح السیسی خلال قمة البریکس فی روسیا فی وقت سابق من هذا العام، مشیرا إلى أن مثل هذه الحوارات تمهد الطریق لتعاون ثنائی أعمق. بالإضافة إلى المناقشات الاقتصادیة، تناول بزشکیان القضایا السیاسیة الإقلیمیة، بما فی ذلک الأزمات فی غزة وفلسطین ولبنان. ودعا إلى اتخاذ إجراءات جماعیة من جانب الدول الإسلامیة لمکافحة القمع والعنف. وقال: "من خلال الدبلوماسیة النشطة والمنسقة، نهدف إلى الدفاع عن حقوق المضطهدین ومکافحة الجرائم التی یرتکبها النظام الصهیونی المدعوم من الولایات المتحدة".
تتمتع الرحلة أیضًا بأهمیة رمزیة، حیث تمثل لحظة تاریخیة فی العلاقات الإیرانیة المصریة. یعد بزشکیان أول رئیس إیرانی یزور مصر منذ حضور محمود أحمدی نجاد قمة منظمة التعاون الإسلامی فی عام 2013. شهدت الدولتان علاقات متوترة لعقود من الزمان، لکنهما زادتا من المشارکة الدبلوماسیة فی الأشهر الأخیرة، وخاصة بعد التقارب بین إیران والمملکة العربیة السعودیة فی وقت سابق من هذا العام. یعتقد المراقبون أن القمة توفر فرصة لطهران والقاهرة لاستکشاف مجالات ذات اهتمام مشترک، مع إمکانیة تعزیز العلاقات الاقتصادیة بین البلدین.
من المتوقع أن یشارک وزیر الخارجیة عباس عراقجی، الذی رافق بزشکیان، فی محادثات ثنائیة مع نظرائه من الدول الأعضاء الأخرى فی مجموعة الدول الثمانی النامیة، مع الترکیز على التعاون الاقتصادی والاستقرار الإقلیمی. تسعى قمة مجموعة الدول الثمانی النامیة، التی تأسست فی عام 1997، إلى تعزیز التعاون الاقتصادی بین الدول الأعضاء. وقد یثبت اجتماع هذا العام فی القاهرة أنه محوری فی تعزیز التحالفات الاقتصادیة القویة وتهیئة المسرح لتعاون أوسع بین إیران ومصر.