بلغ حجم التجارة بین إیران والاتحاد الأوروبی المکون من 27 دولة 3.102 ملیار یورو فی الأشهر العشرة الأولى من عام 2025، وفقًا لأحدث البیانات الصادرة عن یوروستات، مما یؤکد مرونة العلاقات التجاریة المحدودة على الرغم من العقوبات طویلة الأمد والتوترات السیاسیة.
بلغت صادرات الاتحاد الأوروبی إلى إیران 2.452 ملیار یورو بین ینایر وأکتوبر، بینما بلغت وارداته منها 650 ملیون یورو، مما حقق للاتحاد فائضاً تجاریاً کبیراً. وتعکس هذه الأرقام تدفقاً تجاریاً معتدلاً ولکنه ثابت، یترکز معظمه فی السلع الأساسیة والمعدات الصناعیة وبعض المنتجات الاستهلاکیة.
أظهرت بیانات شهر أکتوبر أن صادرات الاتحاد الأوروبی إلى إیران بلغت 219 ملیون یورو، بینما بلغت وارداته 63 ملیون یورو، مما یشیر إلى استقرار حجم التبادل التجاری بشکل عام حتى نهایة الفترة، على الرغم من استمرار القیود المفروضة على الخدمات المصرفیة والشحن والتأمین نتیجة للعقوبات الأمریکیة والأوروبیة المفروضة على طهران.
ظلت ألمانیا أکبر شریک تجاری أوروبی لإیران، حیث استحوذت على 31% من إجمالی التجارة بین إیران والاتحاد الأوروبی. بلغ حجم التبادل التجاری الثنائی بین إیران وألمانیا 984 ملیون یورو خلال فترة العشرة أشهر، مما یؤکد استمرار دور برلین کقناة رئیسیة للصادرات الأوروبیة إلى إیران، لا سیما الآلات والمواد الکیمیائیة والمکونات الصناعیة.
تشمل الدول الأوروبیة الأخرى التی تربطها علاقات تجاریة بارزة بإیران إیطالیا وهولندا وإسبانیا، على الرغم من أن حجم التبادل التجاری لا یزال أقل بکثیر من مستویات ما قبل عام ٢٠١٨، حین أدى انسحاب الولایات المتحدة من الاتفاق النووی الإیرانی إلى إعادة فرض عقوبات واسعة النطاق. وتقتصر صادرات إیران إلى الاتحاد الأوروبی فی الغالب على المنتجات الزراعیة والمواد الغذائیة والسجاد وکمیة ضئیلة من السلع الصناعیة، مما یعکس استمرار وجود عوائق أمام صادرات الطاقة والتکامل التجاری الأوسع. ولا تزال المدفوعات والخدمات اللوجستیة تشکل تحدیات کبیرة، حیث تتم معظم التجارة عبر قنوات غیر مباشرة أو بموجب آلیات إنسانیة ومتوافقة مع العقوبات.
قد صرح المسؤولون الإیرانیون مراراً وتکراراً بأن طهران تسعى إلى توسیع التجارة مع أوروبا، لا سیما فی مجالات التکنولوجیا والطاقة المتجددة والأدویة، لکن التقدم تعرقل بسبب عدم الیقین الجیوسیاسی وغیاب العلاقات المالیة الطبیعیة.