تُظهر الأرقام الصادرة عن منظمة حمایة البیئة الإیرانیة أن المرکبات الآلیة مسؤولة عن ما یصل إلى 80% من تلوث الهواء فی العاصمة طهران.
تشیر البیانات الواردة فی تقریر نشرته وکالة أنباء فارس یوم السبت إلى أن مستوى البنزین المسرطن فی البنزین المستهلک فی طهران قد وصل فی بعض الأحیان إلى 2.5 ضعف المعیار الدولی المعتمد. وأفاد التقریر بأن الجهات الحکومیة المسؤولة عن تنظیم انبعاثات المرکبات قد خففت من تطبیق معاییر جودة الوقود منذ مطلع العقد الثانی من الألفیة، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ فی نسبة الکبریت فی وقود الدیزل المستخدم فی الشاحنات وسیارات النقل الصغیرة.
بحسب التقریر، یوجد فی طهران ما یقارب ثلاثة ملایین سیارة ودراجة ناریة قدیمة، تُنتج ما بین 10 إلى 30 ضعف التلوث الذی تُنتجه المرکبات الحدیثة. وتُشیر الأرقام إلى أن الشاحنات الصغیرة والکبیرة تُساهم بنحو 15% من تلوث الهواء بالجسیمات الدقیقة فی طهران، بینما تُساهم الدراجات الناریة بنحو 10 إلى 20%، والسیارات الخاصة بنحو 14%.
تم نشر البیانات فی الوقت الذی عادت فیه جودة الهواء فی طهران مؤخراً إلى مستویات طبیعیة نسبیاً بعد ما یقرب من أسبوعین من التلوث الشدید الذی دفع السلطات إلى إصدار أوامر بإغلاق مؤقت للمدارس والجامعات وبعض فروع البنوک.
خلال ذروة الأزمة فی أواخر نوفمبر، ارتفع مؤشر جودة الهواء فی طهران إلى حوالی 180، ما یضعها ضمن فئة "غیر الصحیة". عادةً ما تشهد طهران تلوثاً فی الهواء خلال أوائل ومنتصف الخریف، حیث تسمح درجات الحرارة المنخفضة والظروف الجویة الراکدة بتراکم الملوثات فوق المدینة.
تعزو السلطات والناشطون البیئیون التلوث فی معظمه إلى انبعاثات المرکبات القدیمة، بالإضافة إلى مخلفات المصافی ومحطات تولید الطاقة وغیرها من المنشآت الصناعیة. فی الوقت نفسه، تشهد محافظة طهران واحدة من أشد فترات الجفاف التی شهدتها منذ عقود. وفقًا لوزارة الطاقة الإیرانیة، لم تتجاوز کمیة الأمطار فی المحافظة ملیمترًا واحدًا منذ بدایة السنة المائیة فی أواخر سبتمبر وحتى بدء هطول الأمطار فی أوائل أکتوبر.