سجلت إیران رقما قیاسیا جدیدا لإنتاج الغاز الطبیعی فی حقل جنوب بارس، حیث وصل إلى 712 ملیون متر مکعب یومیا، بحسب ما أعلن رئیس شرکة بارس للنفط والغاز المسؤولة عن تطویر الحقل العملاق.
أعلن تورج دهقانی عن هذا الإنجاز، وعزا ذلک إلى جهود أکثر من 1500 عامل یقومون بتشغیل 39 منصة بحریة و350 بئراً فی حقل الغاز المشترک، حسبما أفاد موقع شانا. قال دهقانی، لقد عمل زملاؤنا بلا کلل، خاصة بعد وصول الطقس البارد بشکل غیر متوقع، لضمان استقرار الإنتاج، مما أدى إلى هذا المستوى القیاسی من الاستخراج.
تمتلک إیران ثانی أکبر احتیاطی للغاز الطبیعی فی العالم، وتحتل المرتبة الثالثة کأکبر منتج، ورابع أکبر مستهلک على مستوى العالم. أشار دهقانی إلى التفاوت بین إنتاج الطاقة واستهلاکها، ووصف استخدام الطاقة فی البلاد - وخاصة الغاز - بأنه مفرط مقارنة بعدد سکانها وجغرافیتها واحتیاجاتها الصناعیة. قال شرکة بارس للنفط والغاز هی المورد الرئیسی للغاز الطبیعی فی إیران، وتنتج أکثر من 70 بالمئة من إجمالی إنتاج البلاد.
شدد المسؤول على دور مشاریع الصیانة الکبرى الأخیرة فی ضمان إنتاج الغاز المستمر والآمن من جنوب بارس. مع ذلک، حذر من أنه على الرغم من هذه الجهود، تواجه إیران اختلالات کبیرة فی توازن الطاقة. أضاف، فی حین أن زیادة الإنتاج تعد حلاً رئیسیاً، فإن معالجة الطلب على الطاقة من خلال سیاسات الإدارة السلیمة أمر ضروری بنفس القدر، مستشهداً بسنوات من الإهمال فی إدارة الاستهلاک المحلی للغاز.
وسط المخاوف بشأن ارتفاع الطلب فی فصل الشتاء، أطلقت الحکومة حملة "درجتین أقل" لتشجیع الأسر والصناعات على خفض درجات حرارة التدفئة. شدد دهقانی على تأثیر الإجراءات الصغیرة، مشیراً إلى أن تخفیض درجة الحرارة المحیطة بمقدار درجة واحدة فقط یمکن أن یوفر ما یعادل 25 ملیون متر مکعب من الغاز، أی ما یقارب إنتاج مرحلة واحدة من حقل جنوب بارس.
أضاف أنه إذا تعاون جمیع مستهلکی الغاز وقاموا بتنفیذ هذه المبادرة، فیمکننا توفیر أکثر من 50 ملیون متر مکعب من الغاز یومیًا، مما سیخفف من تحدیات العرض على المدى القصیر خلال فصل الشتاء. تأتی الدعوة للحفاظ على الطاقة وسط موجة برد فی جمیع أنحاء البلاد. وقد حث الرئیس مسعود بزشکیان، ووزیر النفط محسن باک نجاد، ومسؤولون آخرون، المواطنین، من خلال البیانات والحملات العامة، على المشارکة بنشاط فی تدابیر توفیر الطاقة لضمان إمدادات کافیة من الوقود فی فصل الشتاء.